يعيش المسلم أفضل أيامه في البلاء إذا رضي وأقبل بقلبه إلى الله . ويبتلى المرء على قدر دينه ، فإذا ابتليت بشكل كبير فاعلم أن دينك جيد . والإنسان من جهله يطلب التلذذ بالنعمة ولو علم لكان بالبلاء أكثر تلذذا من العافية . في منزلة البرق : يستعظم المرء القليل من العطاء ، ويستقل فيها الكثير من الإعياء ، ويستحلي فيها المر من القضاء . فانه ما ابتلاك إلا ليعافيك . فاصبر فان الله جل جلاله مدح الله الصبر وأهله في ١٢٠ آية ، وعقبى الصبر دائما خير . الصبر مر في البداية ولكن يحليه الصبر لله .. لأن الله بيده عواقب الأمور . ومقام الصبر هو مقام الأكابر . ومنه صبر الكرام .. صبر الاختيار ، والإخلاص ، ورضا ، بدون تعبيس . وهناك صبر اللئام .. هو استمساك في الظاهر وتألم وسخط في الباطن . وجزاء الصبر سلامة الباطن والسعادة ورضا الله . ان الله عز وجل يحبك عندما يراك ويرى ما بك ويراك على ما يحبه . والصبر أصعب التكاليف .. الصبر على القضاء .. والأفضل .. الرضا عن القضاء . البلاء النفسي قد يكون أصعب من البلاء البدني .. يتحير العقل من حكمة القضاء .. ويجادل إبليس .. وهو الأخطر . فكيف أصبر ؟ الصبر على البلاء ينشأ من أسباب عديدة : شهود جزاءها وثوابها . وشهود تكفيرها للسيئات ومحوها لها . وإما أن لك ذنبا كبيرا لا يكفر إلا بهذا .. أو درجة عالية عند الله لن تبلغها إلا بهذا .. بالصبر والاحتساب . وشهود القدر السابق الجاري بها .. وانها مقدرة . وشهوده حق الله عليه في هذه البلوى .. تتفكر ماذا يريده الله منك .. ما مراد الله منك . وشهود ترتبها عليه بذنبه . وان يعلم ان الله قد ارتضاها له وقسمها . وان يعلم ان الله لا يريد ان يهلكه . وان يعلم انها دواء نافع ساقه اليه الطبيب العليم . وان في عقبة الدواء من الشفاء وزوال الألم ما لم يحصل بدونه . وان يعلم انها لتمتحن صبره . وان يعلم ان من رضي نال الرضا .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 578 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 58 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 13 ميجا بايت |
مواد ذات صلة