لازلنا في منزلة اليقظة ، ووصلنا إلى معرفة الزيادة والنقصان من الأيام ويستقيم ذلك بثلاثة أشياء : بسماع العلم ، وإجابة داعي الحرمة ، وصحبة الصالحين . فكيف تكون من عباد الله الصالحين ؟ والوصول لهذه الدرجة بثلاثة أشياء : أولا الاستشراف لها وتمنيها ، وطلبها والدعاء لها والعمل لها ، ومعرفة النعمة وقبول القلب لها . ويتأتى ذلك بصلاحية المحل أن يكون طاهرا ، قابلا للنعمة ، قابلا للحق . وهذا الدرس عن قبول الحق ، وهي القضية التي عانى منها الأنبياء ويعاني منها الدعاة . من شروط أن تكون من عباد الله الصالحين ، أن تقبل الحق أيا كان ممن . فمن رد الحق فيه كبر . والكبر آفة قلبية ومثقال ذرة منه في القلب تمنع من دخول الجنة . ومن الكبر غمط الناس أي استصغارهم واحتقارهم فترى انك افضل منهم . وخطر الكبر أن الفخر والبطر والعجب والحسد والبغي والخيلاء والظلم والقسوة والتجبر والاعراض وعدم قبول النصيحة والاستئثار وطلب العلو والجاه وان يحمد بما يفعل ، كل هذه الأمراض القلبية تنشأ منه . ان تعديد هذه الأمراض في حد ذاته يفتت القلب فما بالنا بالمبتلى بها ! والكبر غفلة وقرين الجهل . الكبر حرام على كل الناس ، فمن الناس من يسوغ الكبر ، ويظن أنه الوحيد الذي يعلم ويفهم . وعلاج الكبر يتم بالعلم بالله ، أن تستشعر أن الله يراك ويعلم ما في داخلك وأنك مفضوح ، وفي معرفة النفس . وفيها علامات القلب السليم وأنه لا يستفتى قلبه الا ذو القلب السليم ، فمن كان قلبه غير سليم فلو استفتى قلبه لأوداه لجهنم ، وسيحيك الحق في صدره . وان القلب السليم مهيأ لقبول الحق و محب له ، وأن من يريد أن يتخلص من الكبر فليس بمتكبر . وأن العلم وسيلة ولمعرفة الحق وليس غاية . ومن الصدق ان تحب الصدق وتقبل الصدق وتبحث عن الصدق لله عز وجل ولا ترائي بذلك أحداً من الناس .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 390 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 186 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 24 ميجا بايت |
مواد ذات صلة