116 - مدارج السالكين | منزلة البصيرة | الفهم

2639

ليت شعري كيف يلقى الله من أخذ إليه رغم أنفه ، فإن من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . روي أن ابن عباس رضي الله عنه حين كبر في السن وفقد بصره مر على قوم يمترون عند حلقة لهم عند باب ابن ابي شيبة فقال لمن معه أمر بي إلى حلقة المراء . فأرادوه الى الجلوس فأبي ثم قال لهم انتسبوا إلى أعرفكم فانتسبوا . فقال : اما تعرفون ان لله عبادا اسكتتهم الخشية من غير عي ولا بكم ، انهم لهم الفصحاء النطقاء البلغاء العلماء بأيام الله ، الا انهم اذا ذكروا عظمة الله طاشت عقولهم وانكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم ، فاذا استفاقوا سارعوا إلى الله بالأعمال الزاكية ، فأين انتم منهم . فلم ير بعد في هذه الحلقة منهم أحد . إن اعتزازنا وفخرنا أن عظمة الله في ديننا موجودة ، والنصوص الدالة على ذلك من القرآن والسنة كثيرة جدا ، قال تعالى : ما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمنه . ثم عودة إلى منزلة البصيرة وهي ما يخلصك من الحيرة . مثلا ففي قصة المسيح الدجال انه يقتل رجلا صالحا فيقسمه بالسيف إلى جزلتين ويمشي بينهما ثم يأمره بأن يقوم فيقوم فيقول له هل علمت الآن اني انا ربك ؟ فيقول ما ازددت فيك الا بصيرة انك انت المسيح الكذاب الأعور هكذا علمنا رسول الله انك ستفعل هذا . والدرجة الاولى من البصيرة أن تعلم أن الخبر القائم بتمهيد الشريعة قائم عن عين لا يخاف عواقبها . فبالصيرة يوقن العبد بالعواقب طالما انها من الله . ثم وقفة مع الهداية والمراتب الثلاث الأول منها خاصة بالأنبياء وهي التكليم والوحي وارسال الرسول الملكي ثم التحديث والافهام . وأن الصديق اكمل من المحدث لأنه استغنى بكمال صديقيته عن الالهام والتحديث والكشف .

استماع
عدد مرات التحميل 498
تحميل فيديو اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 143 ميجا بايت
تحميل الصوت اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 12 ميجا بايت

مواد ذات صلة