مراجعة منزلة الفكرة، المرتبتين الأولى والثانية، الفكرة في التوحيد ، والفكرة في لطائف الصنعة . وهذه المحاضرة عن الفكرة في معاني الأحوال والأعمال وأهمية معرفة هذه المعاني في تيسير سلوك طريق السير إلى الله تعالى . إن العاصي عندما يتوب يبدأ يفكر .. فإذا استحكمت يقظته .. أوجبت له الفكرة . والفكرة هي تحديق القلب إلى جهة المطلوب التماسا له . أو تحديق القلب بتلمس البصيرة لاستدراك البغية . وهي على ثلاثة مراتب ، وأولها الفكرة في التوحيد . ان مقام التوحيد أولى المقامات أن يؤتى به ، فهو أول ما دعا إليه الرسل ، ولا ينجو العبد في هذا الباب إلا بالتعلق بالوحي والتمسك بالعلم الشرعي وفهم السلف . والتسليم في التوحيد يكون بـعجز العقل ، والإياس من الوقوف على الغاية ، والاعتصام بحبل التعظيم . والمرتبة الثانية الفكرة في لطائف الصنعة . وتحصل بثلاث أشياء : بحسن النظر مبادئ المنن . وإجابة دواعي الإشارات . والتخلص من الشهوات . والشهوات كثيرة جداً ، فمن الناس من يعبدون أنفسهم ، وشهواتهم في الدين أحط منهم في شهواتهم الدنيوية . والمرتبة الثالثة الفكرة في معاني الأحوال والأعمال . فمعرفة لذة هذه الاعمال والقربات تسهل عليه السير إلى الله . وفيها وقفة مع صفات عباد الله السابقين المقربين والفوائد العظيمة من ذكر أحوالهم ومنها أن يدعوا المنقطعون الله تعالى أن يلحقهم الله بهم فلعل دعائهم ان يصادف لحظة إجابه ، أو يتحدثون بهذا الشيء فيعمل به غيرهم ، ومنها الارزاء على النفس ، فالعبد الذي يرى نفسه متخلفا عن الركب ويذم نفسه ، لعل الله عندما يرى منه هذا الانكسار والذل أن يؤويه . ان علم معرفة السير والوصول الى الله ومعرفة العبادة الموصلة الى الله هو اشرف العلوم بعد التوحيد .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 514 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 132 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 14 ميجا بايت |
مواد ذات صلة