88 - وقفات مع النفس | منزلة الفكرة | مدارج السالكين

2691

إيمانيات راقية لكل المحتاجين ولكل القلوب المترقبة والخائفة ، ولنيلها لابد أولا من حدوث الانفصال لكي يحدث الاتصال . والانفصال هو ان ينقطع قلبك عن حظوظ النفس المزاحمة لمراد الرب ، وألا يلتفت قلبك رغبة او خوفا أو مبالاة أو فكرا في غير الله . والاتصال ان يتوجه قلبك لله خوفا وحبا ورجاء وانابة ويقينا . والسر الدفين في عدم القبول وعدم الاستمرار هو ان تعمل لله بهواك لا على مراد الله . حينما يكون في القلب خبث فلابد ان تتطهر منه او يظهر خبث قلبك على عملك فتعاقب عليه ، فإظهار العيوب يتم بامتحان القلوب . مثلا من كان في قلبه شهوة لأمر حرام ولم يفعله .. وهو يعلم أن الله مطلع على ما في قلبه ولم يتطهر منه.. فإنه يبتلى بتمكينه مما يحب من الحرام فإن امسك ولم يفعل يبتغي بذلك وجه الله عوفي من هذه الآفة التي في قلبه وطهر قلبه . واذا ارتكب الحرام فإنه يعاقب بعمله . فإن الله تعالى لا يبتلي دائما ليعذب .. ولكن قد يبتلي ليصطفي ويهذب . فالتخلية وانقطاع القلب عن هذه الآفات يتسنى بعدم الانشغال بالناس أو رضاهم ، فانشغالك بالناس يدل على انشغالك عن الله ، فهناك فرق بين الفرح بالله والفرح بالعمل . فإن الفرح بالله حس بالقرب من الله وليس برؤية الناس ، أما من يفرح بالناس فلن يلبث أن يتنغص بهم . والذي يحسم مادة انشغالك بالناس هو يقينك الراسخ أنهم لن ينفعوك أو يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك أو عليك ، فإنما هم أدوات لتنفيذ ما هو مكتوب ، فانشغل بالله العظيم ولا تنشغل بالعبيد عنه . وأيضاً بانقطاع مادة خوفك من المخلوقين ، والذي يحسم ذلك هو التسليم لله والثقة في الله والرضا بالله . اقطع رؤية الناس وانشغالك بالناس بأن ترى الحقيقة وهي ما وراء الاسباب مسبب الاسباب ، أن كل شيء من الله وبالله . ثم الوصايا بمناسبة النصف من شعبان والاستعداد لرمضان : ومنها التخلص من الشرك بأنواعه ، ألا يكون في قلبك الا الله .

استماع
عدد مرات التحميل 451
تحميل فيديو اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 153 ميجا بايت
تحميل الصوت اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 14 ميجا بايت

مواد ذات صلة