96 - اتهام النفس | منزلة الفكرة | مدارج السالكين

2980

حياتنا في هذه الدنيا حجة لنا أو علينا . فلو أنها حجة لنا ، فلابد أن نعتقد أن كل يوم نعيشه في هذه الحياة يمثل مرحلة من مراحل السير إلى الله ولابد أن نزداد فيه إيمانا ، ونقترب خطوة ، ونقطع فيه مرحلة . وانا فيها نكون في زيادة أو نقصان ، فمن لم يكن في زيادة فهو في نقصان ، ومن كان في نقصان فتراب الأرض خير له من ظاهرها . ان التفكر في معاني الأعمال والأحوال يحصل بثلاثة أشياء وهي العلم والفهم ، وإتهام النفس ، ومعرفة مواقع الغير . ان التعامل مع الله لا يحتاج إلى وسيط ، وهذا يجعلك تفهم اسم الله الواسع ، ومن ذلك أن كرمه يسع كل الخلق . فمن اراد الملذات التي لا تتكدر والنعيم الذي لا ينفد ففي معرفة الله وحبه . ولكن هذه المعرفة لا تنال بالراحة . ومن سوء الأدب مع الله أن تجعل له الفضلة من وقتك ، وإنما يجب أن تجعل له أفضل وقتك وسعيك وعملك . هذه المحاضرة عن الفكرة في معاني الأعمال والأحوال باتهام النفس والازراء بها، وثمرات ذلك وكيفية تحقيقه وما يعين عليه . فإن من يتهم نفسه لا يطاوعها . قال ابن الجوزي رحمه الله (ولم أجد أكثر تشتيتا للقلب من مطاوعة النفس في كل ما تطلبه) . فمن أخطر الأشياء أن تشتت قلبك وتمزقه . فلا تكن عبدا لنفسك ، بل أقم حاكمية الله عليها . والسبيل لاتهام النفس وازدراؤها بمعرفتها ومعرفة عيوبها ، وان تعلم ان التوفيق من الله جل جلاله ، وصحبة الصالحين ، والنظر إلى من هو أفضل منك في الدين ، والخوف من الله . ومن عرف نفسه وذمها وعرف حجمه وقدره أراح الناس من حماقاته وجهله ، ومن لم يفعل فإنه لن يرتقي ولن يحسن من نفسه ومن وضعه . وروى ابن القيم عن ابي مدين قوله : (وانك متى ما رضيت نفسك وعملك لله فاعلم انه عنك غير راض). وفي المحاضرة العديد من نماذج سلفنا الصالح رضي الله عنهم في ذمهم لأنفسهم واتهامهم لها .

استماع
عدد مرات التحميل 447
تحميل فيديو اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 160 ميجا بايت
تحميل الصوت اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 17 ميجا بايت

مواد ذات صلة