119 - مدارج السالكين | منزلة البصيرة | البيان الخاص

3392

من البصيرة ان تعرف من هو المهتدي ومن هو الضال وان كان هذا الضال في وسط أهل الحق . وفي شرح منزلة البصيرة هذه وقفة مع قول المصنف رحمه الله أن تشهد في هداية الله وإضلاله إصابة العدل وفي تلوين أقسامه رعاية البر . بر الله جل جلاله بعباده وعصمته إياهم من الذنوب والمعاصي وهدايته الخاصة لهم في وقفة مع منزلة المراد ومنزلة الهيمان لفهم مسألة البر في هداية الله تعالى . فالله جل جلاله يريد ان يهدي وان يغفر للناس . ففي قصة الولد الذي كان يجلس مع أصحابه في طريق المسجد فأخذناهم معنا للصلاة بعد شد وجذب وهم متثاقلين ، وفي نهاية الصلاة وقع في بكاء منير ، وقال : لما قال الامام اللهم اهدنا فيمن هديت لم اقل آمين ، وقال أنا مش عايز اهتدي انا ما انفعش . قلنا له ولكن الله قد اختارك واجلسك في طريقنا . وهذا من فضل الله الذي ينال منه كل احد . ففي منزلة المراد ان يعصم الله العبد وهو مستشرف للجفاء اضطرارا كانه تصدمه سيارة فيمنع من الوقوع في معصية معينة ، وذلك بتعويق الملاذ وسد مسالك العطب عليه . والهيمان هو شيم برق اللطف في أوائل قصد الطريق ويرى خسة قدره وتفاهة قيمته وحقارة منزلته . قال ابن القيم رحمه الله وذرة من لذة الإيمان لا تعادلها جبال الدنيا من لذات الدنيا . فإذا أحس وفهم هذا العبد وأنه لا يستحق هذه النعم ، وضع الله عنه عوار النقص وسمة اللائمة وملكه عواقب الهفوات . ولابد أن نعرف أنه ليس شرط المحب العصمة وإنما شرطه أنه كلما زل أن يتلافى تلك الوصمة ، ولله عناية خاصة لمن يحبه فكلما زلت رجله في هوة الهوى أخذ بيده للنجاة .

استماع
عدد مرات التحميل 537
تحميل فيديو اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 157 ميجا بايت
تحميل الصوت اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 13 ميجا بايت

مواد ذات صلة