إلى متى هذه الفتن المتلاحقة والانشغال بالهموم المحيرة ؟ لعلنا نجد جوابا في هذه الوصايا الست . أولا ان الحديث عن دقائق الاعمال وحقائق الأحوال يحتاجها المسلمون اجمعون فإنها تنهض بالأمة الى مقامات الصديقين والربانيين . فهل يمكن ان تكون فينا حكومة من الربانيين والصديقين ، والجواب نعم ، اذا ربيت الامة كلها على هذه المعاني الايمانية . لما سأل عمر بن الخطاب حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما عن الفتنة التي تموج كموج البحر قال له مالك ولها ان بينك وبينها بابا مغلقا . وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك . ثانيا ، ان التوجهات الروحية القلبية نحو الله عز وجل عميقة ولكن الناس متفاوتون. والظمأ القلبي والروحي للتعامل الخاشع والمخلص مع الله شديد . ثالثا ان مقام الربانية والصديقية يجمع لصاحبه دقائق في الايمان والعمل يحوذها في قلبه وقد تجد العبد الرباني احيانا أقل من غيره عملا في الصور والشكليات ولكن عند الله الاعتبار بأحوال القلوب لا بشكلية الأعمال . فترى بعض الناس يهتم جدا بالشكليات والصور والكثرة . أما الرباني المتأله النساك فمنشغل بنوع العمل ، والتركيز في العمل يحتاج الى وقت . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ . رابعا ، من راقب الله في خطرات قلبه عصمه الله في حركات جوارحه .فإذا فرغ العبد قلبه لله تعالى شغل الله جواره بالطاعة ، فالله كريم فالجزاء من جنس العمل . خامسا الكف عن سماع الباطل ، فالاستماع للباطل يصد عن الحق ، ويطفئ حلاوة الطاعة من القلب . ومن غوامض افات النفس ركونها الى استحلاء المدح وامارة ذلك انه اذا انقطع عنه هذا الشرب آل حاله إلى الكسل والفشل .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 532 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 106 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 9 ميجا بايت |
مواد ذات صلة