137 - الحالة عبد | منزلة الفراسة | مدارج السالكين

3267

قال ابن القيم رحمه الله : لله سبحانه على عبده امر امره به وقضاء يقضيه عليه ونعمة ينعم بها عليه ولا ينفك عبد ايما عبد من هذه الثلاثة . والقضاء نوعان اما مصائب واما معائب . ولله على كل عبد عبودية في هذه المراتب كلها . فأحب الخلق الى الله وأقربهم إليه من عرف عبوديته في هذه المراتب ووفاها حقها .. وابعد الناس من ربه جل جلاله من جهل عبوديته في هذه المراتب فعطلها علما وعملا . مشغول بنفسه يأكل ويشرب وينام ، مشغول في الدفاع عن نفسه واقامة وجهه بين الخليقة . فعبوديته في الامر امتثاله ، وله شرطان أن يكون العمل خالصا لوجه الله وان يغتدي فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم . وفي النهي اجتنابه خوفا من الله واجلالا ومحبة له . وعبوديته في قضاء المصائب سواء كانت في ماله أو بدنه أو ولده أو اهله الصبر ، وهو حبس اللسان عن الشكوى وحبس القلب عن التسخط ، والرضا فضل ، والشكر اعلى من الرضا . ويستطاع الشكر على البلاء اذا تمكن حب الله من قلبه وعلم حسن اختياره له وبره به .. وعبوديته في قضاء المعائب المبادرة الى التوبة منها والتنصل منها . فإنها عندما تصير طباعا فيقع النرء فيها الفينة بعد الفينة فتقل احيانا وتزيد أحيانا ولكن يمكن التخلص منها . فيرى هذه المعائب اعظم من ضر البدن . فيقف العبد بين يدي ربه في مقام التوبة والانكسار فانه لا يرفعه عنه الا هو سبحانه ولا يقيه منه أحد سواه . واما عبودية النعم فمعرفتها والاعتراف بها ، والعياذ بالله ان يقع في قلبه اضافتها او نسبتها الى احد سواه والثناء على الله بها ، ومحبته عليها .

استماع
عدد مرات التحميل 524
تحميل فيديو اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 125 ميجا بايت
تحميل الصوت اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 11 ميجا بايت

مواد ذات صلة