44 - مطالعة الجناية (الجزء الأول) | منزلة اليقظة |مدارج السالكين

2994

المرتبة الثانية من مراتب اليقظة ، مطالعة الجناية وكيف تتحقق بالنظر فيها وان ذلك يوجب الانكسار والذل لله . وكيف تصح بتعظيم الله عز وجل . ان أهل الغفلة وأهل الابتداع هم أهل البلاء حقا ، الذين نعتبر بهم على ما هدانا الله من نعمة الهداية واليقظة . ومطالعة الجناية تصح بثلاثة أشياء : تعظيم الحق ، ومعرفة النفس ، وتصديق الوعيد . يقول الله جل جلاله : وخلق الإنسان ضعيفا . فالإنسان محاط بفتن وشهوات .. حفت النار بالشهوات والجنة بالمكاره . لذلك فإن المرء مهما كان متيقظا سيقع لأنه ضعيف .. كل ابن آدم خطاء . فلكل إنسان ذنوب على قدره ، وخطر الذنوب أنها تؤدي إلى سوء الخاتمة . والمخرج منها هو التوبة . وأول التوبة النظر . أن تنظر ان الله تعالى خلى بينك وبين الذنب فوقعت فيه ، ولو عصمك ما وجد إليك الذنب سبيلا . والعلاج كخطوة أولى أن تعتكف يوما في مسجد ، وتتفكر في سبب وقوعك في المعاصي . فحبك للمعصية اكبر من فعلها . فالحذر ان تحب ما يكرهه الله تبارك وتعالى . هنت عليه فتركك تقع فيها . فكيف نعالج حب المعصية وننزعه من القلب ، وقراءة في كتاب ( كيف أتوب ؟ ) لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب . وفائدة مطالعة الجناية ان تخضع وتذل لله تعالى . فإن الله عز وجل يحب ذلك من عبده . انك عندما تذنب تذل لله فترى نفسك مثل الزجاج المكسر تحت الأحذية ، ليس فيك منفعة البتة ولا قيمة لك ولا رغبة فيك إلا أن يجبرك الله من جديد . ان من لم يذل لله راضيا وراغبا يذله الله رغم أنفه ، ولكنه لن يستمتع بهذا بالذل ، بخلاف من يذل راغبا . كان النبي صلى الله عليه وسلم يستكثر كل النعم ويستقل الطاعات ويستعظم المعاصي . ومشكلتنا اننا لا نعظم الله كما ينبغي ، فقد كان المنبر يهتز تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتكلم عن عظمة الله . فمن كملت في قلبه عظمة الله تعالى عظم عنده مخالفته .

استماع
عدد مرات التحميل 5122
تحميل فيديو اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 62 ميجا بايت
تحميل الصوت اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 14 ميجا بايت

مواد ذات صلة