95 - وقفة احتجاجية على النفس | منزلة الفكرة | مدارج السالكين

2475

في ظل تتابع الأحداث نحتاج إلى وقفة احتجاجية على النفس . أين أنت من الله وكيف أنت عند الله ! ونحن مع الدرجة الثالثة ، الفكرة في مراتب الأعمال والأحوال من منزلة الفكرة ، باستصحاب العلم والفهم ، واليوم مع إتهام النفس . انها وقفة لمعرفة حقيقة النفس الأمارة وآفاتها وقبح أوصافها وتدبر قول الله جل جلاله : نسوا الله فأنساهم أنفسهم . أي نسوا الله فاغتروا بأنفسهم ونسوا أصلها . نسوا أن أنفسهم أصل كل سوء ، وأنها تطوع له الشر وتسول له فعل الباطل . نسوا أن أنفسهم حسودة وضعيفة وبخيلة . كما وصفها الله جل جلاله في كتابه . ونسوا أنها ضيعة وعورة وضعف وعوز وذنب وخطيئة ، كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإنا مبتلون بهذه الصفات لتذكيتها . فمن نسي الله أنساه الله صفات نفسه فطغى وتكبر وتجبر وعصى . وقد أجمع العلماء أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك والخذلان أن يكلك الله إلى نفسك . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه دائما ما يقول ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. وصح عنه أنه يقول في كل صباح ومساء أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه . وقد ثبت عن ثلاثة من الصحابة رضي الله عنهم رغم ما قدموه انهم يقولون لو قبل الله منا خطوة ما أردنا البقاء في دنياكم . أو كما قالوا . ووقفة مع قصة ابني ادم . وكيف طوعت لاحدهما قتل أخيه . وفي قصة السامري كيف تسول النفس للإنسان فعل الباطل ، ويبين أن اصل مشكلته العجب والغرور ، فكما يحكي ربنا عز وجل عنه : بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي . فعوقب بضد قصده وانصرف عنه الناس . فالنفس أعظم حجاب بين العبد وبين الله . ومما يعين على إتهام النفس والاذراء بها صحبة الصالحين والنظر لمن هو أحسن منك في الدين ، فمن يرى أن الناس أفضل منه يكون بذلك حينها هو أفضل منهم .

استماع
عدد مرات التحميل 386
تحميل فيديو اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 152 ميجا بايت
تحميل الصوت اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 15 ميجا بايت

مواد ذات صلة