إذا كنت في عافية ، وابتليت وقعدت ، قد يكون حبسك الله لكي تتعبد ، فافهم عن الله وافهم مراده منك ، واصبر ، فالصبر فرض ، والرضا فضل ، وأفضل منه الشكر . من مشكلات هذا العصر ليس فقط اننا لا نتصور الإيمانيات العالية .. لكن صرنا لا نصدق ان هذا ممكن أن يحدث ، ومع الله تسقط الحسابات . مثلاً سيدنا زكريا عليه السلام كان يعلم أن الأسباب لا تصلح بأن ينجب كما ذكر ذلك .. وعندما رأي مريم ترزق بغير اسباب زاد يقينه فدعا ربه . سورة مريم تعلمنا أن نحكي لله همومنا . وعلى المبتلى أن يحذر ان تصدر عنه كلمة او فعلا او فكرا يمكن أن يؤدي للسخط او الكفر ، فراقب : لسانك ، وقلبك ، وعقلك . فالذي ابتلاك هو ارحم الراحمين ، ارحم بك من امك ، فلا تهول البلاء . سيدنا ايوب توسل إلى الله بالرحمة وقال ( مسني الضر ) ولم يهول البلاء . قال شريح القاضي ان من أصابته مصيبة فلله عليه فيها ثلاثة نعم : انها لم تكن في دينك ( لم تبتلى بكفر او كبيرة ) ، وانها لم تكن أعظم مما كانت .. فهي أخف من غيرها ، وانها لابد كائنة اذ هي مكتوبة عليك ، وانتظار البلاء اصعب من البلاء نفسه . أيها المبتلى لحظة واحدة في الجنة ستنسيك كل البلاء وكل الحزن ... لو دخلت الجنة إن شاء الله .. البلاء يذهب ويبقى الأجر كما تذهب اللذات المحرمة ويبقى الوزر . ومن البلاء أن يدعو المبتلى فلا يستجاب له .. وهذا أيضا يحتاج إلى صبر .. وقد يسأل ويتعجب .. وهو مريض ويحتاج علاج . وقد تخفى الحكمة من المقدور المؤذي ظاهرا ولكن الطبيب يرى في ذلك المصلحة .. وقد يكون امتناع الإجابة لآفة ( مأكول مشبوه ، أو غفلة في الدعاء ، او عدم توبة من ذنب ) .. وليس لأحد أن يتأله على الله ، فله الحكم وله الأمر . وفيها استكمال مشاهد العبودية في البلاء في تسعة عناصر منها التسليم والرضا ومطالعة الثواب ورجاء الآخرة والتفكر في عدم استجابة الدعاء وما يصاحب ذلك من أمراض والتخلص منها .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 521 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 71 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 16 ميجا بايت |
مواد ذات صلة